المباني المختلفة التي نستخدمها في حياتنا اليومية، سواء كانت منزلنا، مكان عملنا، أو مبنى مخصص للصحة، التجارة، التعليم، الثقافة أو السياحة، كلها تستهلك الطاقة. تعتبر هذه الاستهلاك للطاقة ضروريًا لتلبية الاحتياجات اليومية المختلفة مثل التدفئة، التبريد، المياه الساخنة المنزلية، التهوية، الإضاءة، الطهي وتخزين الطعام، وغيرها. في تونس، تمثل هذه الاستهلاك 27% من إجمالي استهلاك الطاقة في البلاد؛ وهي نسبة قد تزيد في السنوات القادمة.
تمتلك صناعة البناء إمكانيات كبيرة لتوفير الطاقة، والتي يمكن أن تصل إلى 56% بحلول عام 2030.
لتحقيق هذه الإمكانيات، تستخدم الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة مجموعة من الآليات، بما في ذلك التنظيم، الاستشارات والتحفيز، لتحسين الأداء الطاقي عبر مختلف مراحل استخدام المباني، من التصميم حتى التشغيل.
يمكن تقسيم مبادرات الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة إلى نوعين، وهما:
- الكفاءة الطاقية السلبية، التي تشمل جميع الجهود الرامية إلى زيادة الخصائص الجوهرية للمبنى (التوجيه، العزل، العزل المائي، إلخ).
- الكفاءة الطاقية النشطة، بما في ذلك جميع الإجراءات لتحسين نظم واستخدامات الطاقة (التقنيات الموفرة للطاقة، التنظيم، تعديل السلوك، إلخ).
البرامج الرئيسية في هذا القطاع هي التدقيقات الطاقية للمباني الجديدة والتدقيقات للمباني القائمة. كلا البرنامجين يستخدمان تدابير تنظيمية تتراوح من التنظيم الحراري للمباني إلى التصديق الطاقي للأجهزة المنزلية.
توفر الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة أيضًا برامج دعم للشركات في البحث وتنفيذ مشاريع توليد الطاقة المشترك، بما في ذلك المساعدة في عملية التصديق على نظام إدارة الطاقة ISO 50001 وكذلك في تصديق المباني وفقًا لنظام EcoBât التونسي. كما تعمل الوكالة على تصميم آليات لتقديم حلول توفير الطاقة للأسر التونسية، مع الأخذ بعين الاعتبار توزيعها الجغرافي.
بالنسبة للبناء الفردي للمنازل (التي تشكل جزءًا كبيرًا من القطاع السكني)، تشرف الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة على تصميم الإجراءات لتوفير حلول توفير الطاقة المنزلية.
